ناديا مراد „صوت اليزيدين“ تقاتل من أجل العدالة لشعبها

جائزه نوبل

ناديا مراد صوت اليزيدين تقاتل من أجل العدالة لشعبها

من ميشائيل سايفرت

 

جلست في المطبخ الكبير مع إياد، اليزيدي الهارب من العراق إلى ألمانيا وبعضاً من أفراد عائلته. تعيش العائلة المكونة من اثني عشر شخصاً في منزل كبير في محيط مدينة توبينغن. على الحائط يعلق إياد علماً كبيراً لألمانيا. نريد أن نتحدث عن ناديا مراد، فتاة في 25 من العمر، الفتاة اليزيدية التي حصلت على جائزة نوبل للسلام في شهر كانون الأول 2018 في ألمانيا. يقول إياد „عندما سمعت بهذا الخبر سُعدت بشكل لا يصدق. شعرت بأنني أنا من حصلت على هذه الجائزة. وهذا كان حال كل اليزيدين أيضاً. هذا شيء مهم للغاية بالنسبة لنا، إنها صوتنا، أصبحت وكأنها قديسة.“

ناديا مراد عاشت أيضاً في ولاية بادن فورتمبيرغ في مدينتي شتوتغارت وهايلبرون. إياد تعرف عليها عند مجيئها لمهرجان كارشيما سور في شتوتغارت في شهر نيسان، حيث تبدأ السنة الجديدة لليزيدين مع بداية الربيع.

تم نقل ناديا و 1000 امرأة أخرى من مأوى للاجئين في شمال العراق إلى ولاية بادن فورتمبيرغ في عام 2015 و 2016 في إطار برنامج خاص. هؤلاء النسوة عانيين من العنف من قبل داعش أو ما يسمى أيضاً بالدولة الإسلامية، كما تمت معاملتهن بشكل سيء جداً إلى جانب إجبارهن على الدعارة بعد قتل معظم أفراد أُسرهن.

الثالث من شهر آب أغسطس 2014 هو أسوء يوم في تاريخ اليزيدين بعد ما قتلت داعش و اختطفت عشرة ألاف يزيدي في مدينة سنجار في شمال العراق و أجبرت عشرات الآلاف على النزوح. يذكر إياد هذا اليوم كاملاً حيث اضطر للهرب من سنجار مع عائلته والاختباء في الجبال لمدة أسبوع كامل. بعدها تم نقلهم سيراً على الأقدام لمسافة 60 كيلومتراً الى سوريا تحت حماية ميليشيا كردية. بعدها تم نقلهم من هناك إلى مأوى للاجئين في كوردستان شمالي العراق، لكن كان عليهم العيش هناك تحت الظروف المعيشية السيئة تماماً مثل ناديا مراد.

لكن لماذا هذا الكره لليزيدين من قبل داعش؟ يعيش الأكراد اليزيدين منذ عقود أو كما يعتقد منذ القرن الثاني عشر في نفس المناطق التي يعيش بها المسلمون، لكنهم يملكون ديناً آخر تماماً وكانوا يصنفون على أنهم „غير مؤمنين“. عايشوا قديماً الاضطهاد ويعيشونه حتى اليوم. يؤمنون بوجود رب واحد لهذا الكون تماما كالمسلمين و المسيحيين و اليهود. لكنهم لا يملكون في دينهم أي كتاب مقدس، إنما يعتمدون على الروايات الشفهية. يقول إياد: „ديننا هو دين حر، التجمع اليزيدي كما العائلة لنا، نحن نحاطب من هو خارج العائلة أيضاً بأخ وأخت“.

استطاعت ناديا القدوم إلى ألمانيا عن طريق حركة الإنقاذ الألمانية المدعومة من رئيس وزراء ولاية بادن فورتمبيرغ كريتشمان. „كان ممنوعاً على ناديا أن تروي قصتها في العراق. سألتني إن كان عليها السكوت في ألمانيا أيضاً. لقد شعرت أنها نجت لتروي قصتها.“ يستذكر عالم الأديان ميخائيل بلوم المنظم لحركة الإنقاذ أمام الإذاعة الألمانية. تحدثت بشكل علني أمام الإعلام والسياسيين وأخيراَ أمام الأمم المتحدة عما قامت به داعش. عينت في مدينة نيويورك كسفيرة للنوايا الحسنة للأمم المتحدة من أجل ضحايا الإتجار بالبشر. وكتبت بعدها كتاب تحت عنوان „أنا صوتكم“. أطلعني إياد على الكتاب وعبر عن رغبته في قراءته عند تحسن لغته الألمانية.

أبدى إياد تقديرا كبيرا لمساهمتها: „هي تريد حماية شعبنا، وأن تقوم كل الدول الكبرى بمساعدة اليزيدين.“

هو يدرك كيف اكتسبت شجاعتها: „من الممكن أن يكون هذا خطيراً جداً على حياتها. لا أحد يعلم مكان إقامتها بسبب الخطر الذي يحيط بها بسبب التهديدات الإرهابية. “لقد حققت هدفها بأن يتم استقبال اللاجئين اليزيدين في بلدان مثل فرنسا، النمسا، بلجيكا، هولندا والأهم كندا.

يعيش قرابة 500.000 يزيدي في العالم، الكثير منهم سبق وهاجر في العقود الماضية. يشك إياد أن يتم مستقبلاً استرجاع المدن والقرى في شمال العراق حيث كانت هناك أماكن تمركز رئيسية لليزيدين. طبقاً للأخبار أصبحت سنجار مدينة أشباح. لكن المعبد المقدس „لا لش“ شمال الموصل مازال متاحاً بعد، كما أن ناديا زارته مند شهرين. لكن مصير 1.300 امرأة مفقودة غير معروف حتى الآن. تريد كل من ناديا مراد و محامية حقوق الإنسان أمل كلوني الادعاء على المسؤولين في داعش أمام المحكمة الجنائية الدولية في لاهاي.

وجهت ناديا نداءً لرؤساء الدول في العالم أجمع من خلال خطاب ألقته في اجتماع للأمم المتحدة:„ أريد أن أنقل لكم اليوم رسالة من جميع الناجين واللاجئين في هذا العالم. أنتم من يصنع الأمل أو الألم.أنتم من يقرر إن كان بإمكان فتاة بسيطة مثلي العيش ومتابعة حياتها. إن لم يتم إحلال السلام في مناطق النزاعات ، علينا أن لا نغلق أبوابنا في وجه النساء و الأطفال. يملك العالم حدوداً واحدة فقط، هي حدود الإنسانية. أتوسل إليكم: ضعوا الناس في أولوياتكم. لم تخلق هذه الحياة فقط لكم ولعائلاتكم، نحن نريد العيش أيضاً ولنا الحق في ذلك. إن لم يحرك ضمائركم قطع رؤوس الناس، وإجبار النساء على الدعارة، والاعتداء على الأطفال، وتشريد ملايين الأشخاص، فمتى ستتحركون إذاً؟“

TÜNEWS INTERNATIONAL

Related posts

Leave a Comment

Contact Us

Magazine Html