ميشائيل سايفرت
كانت ألبانيا من أوائل الدول الأوربية التي بدأت ببداية شهر آذار/مارس باتخاذ الكثير من الإجراءات الوقائية في مواجهة فيروس كورونا. توقفت الحياة العامة الاجتماعية من خلال فرض حظر تجول: حيث يُسمَح بين الساعة 5 صباحاً والساعة 13 ظهراً بخروج شخص واحد فقط من المنزل ولمدة ساعة واحدة كحد أقصى لقضاء الحاجات الأساسية. ويجب قبل الخروج من البيت الحصول على موافقة من الشرطة عبر الرسائل قبل 24 ساعة من خروجه. وأما خلال عطلة الأسبوع فيتم فرض حظر تجول تام من ظهر يوم السبت حتى صباح يوم الاثنين. لا يسمح للمتقاعدين أبداً من الخروج من المنزل. كما تم إيقاف حركة المواصلات العامة، ويسمح بقيادة السيارات الخاصة فقط بهدف الذهاب للعمل. يتم مراقبة الشوارع والحدائق من قِبل الشرطة والجيش والطائرات. وسبب كل هذه الإجراءات القاسية نوعاً ما هو الخوف لأن النظام الصحي في ألبانيا لن يكون قادراً على التصدي للفيروس في حال انتشاره في البلاد. وقد تم توضيح هذا من قبل رئيس الحكومة إيدي راما. الذي كان لاعب كرة سلة وفناناً وأقام معرضين في ألمانيا. وقد كان ضيفاً لميركل عدة مرات وهي أيضاً كانت ضيفة في ألبانيا. هذه الإجراءات لاتصل للمواطنين فقط من خلال وسائل التواصل الاجتماعي وإنما قد قام بأمر إرسال رسائل نصية لجميع مستخدمي الهواتف النقالة بإجراءات الحماية المفروضة. وحتى أنّ صوته يدخل أحياناً خلال المكالمات الهاتفية وهو يقول: مرحباً أنا إيدي، قم بغسل يديك، ابقَ في المنزل، معاً نستطيع اجتياز ذلك، واحتضنك من بعيد. هذا ما قامت بكتابته الصحيفة اليومية الألمانية وقد سمعت ذلك من أحد الأصدقاء أيضاً.
وقد أعلنت الحكومة عن الحالات المسجلة رغم هذه الإجراءات، حيث تم تسجيل 773 حالة عدوى بتاريخ 30.04 تعافى منهم 385 شخصاً و31 شخصاً ماتوا إثر إصابتهم بالفيروس. وقد تم إجراء الفحص فقط ل 8253 حالة من أصل 3 مليون مواطن. فالعدد المعطى لايزال موقع شك لدى الكثيرين، فجميع حالات الوفاة المنزلية لم تحسب. وقد تناقلت بعض وسائل الإعلام من بعض المصادر الطبية، أنّ وباء كورونا أقل في المناطق الريفية لأنه تم تلقيحهم ضد مرض السل في الماضي.
يتم إعادة فحص الإجراءات الوقائية ضد الفيروس كل أسبوعين. ويتم إجراء بعض التسهيلات بشكل تدريجي. فتم السماح بالخروج لمدة ساعتين للتسوق. ومع سبب وجيه يستطيع المرء تقديم طلب الذهاب لمدينة أخرى. يسمح للمتقاعدين الخروج من جديد يوم السبت من الساعة 9 حتى 11. والأطفال حتى سن 14 يسمح لهم بالخروج يوم الأحد بمرافقة أمهاتهم. وقد تم فرض غرامة مالية كبيرة في حال مخالفة قوانين حظر التجول، حيث يبلغ متوسط دخل المرء 300 يورو شهرياً، وبسبب ذلك تم إصدار عفو. ويقوم رجال الشرطة بإطلاق الصافرات في حال رؤية الأطفال واليافعين.
في ألبانيا يوجد ما يقارب من 600000 طالب وطالبة، الذين لا يتلقون الدروس منذ شهرين تقريباً. يتم إعطاء بعض الدروس عبر الإنترنت أو شاشات التلفاز للعائلات التي لا تملك إنترنت في المنزل. وحسب تصريح من وزير التربية والتعليم فإن أكثر من 10000 طالب وطالبة لم يتواصلوا مع أساتذتهم. بنهاية شهر آب/أغسطس يجب على المدارس أن تفتح أبوابها مجدداً للطلاب، وأما الشهادات بشهر حزيران/يونيو.
وقد تم سابقاً أيضاً إغلاق المدارس مدة 6 أسابيع بسبب الزلزال الحاصل بتاريخ 26 تشرين الأول/ نوفمبر بدرجة قوة 5.4. وقد توفي وقتها 60 شخصاً و10000 شخص أصبحوا بدون منزل. وبذلك تكون أزمة كورونا هي الكارثة الثانية التي تواجه ألبانيا خلال وقت قصير. وقد اعترف الاتحاد الأوربي بحاجة ألبانيا لما لا يقل عن 1.5 مليار يورو لإعادة البناء لكنه ليس الوقت المناسب للتفكير بذلك.
ولكن ما يمكن أن يكون بمثابة عزاء للشعب الألباني، أن مفاوضات الانضمام للاتحاد الأوروبي قد بدأت. قد بقيت ألبانيا حتى عام 1991 لمدة 40 عاماً تحت السيطرة الشيوعية وبقيت فترة كبيرة معزولة عن باقي الدول الأوربية وغير معروفة. في الآونة الأخيرة تم توسيع السياحة فيها أكثر وتأتي الكثير من الرحلات من ألمانيا إليها. وقد أثر ذلك بشكل إيجابي على البلاد.
ويقوم مكتب تحرير “جنوب شرق أوربا” القاطن في فيينا بكتابة تقارير عن ألبانيا وعن الحالة الراهنة كل أسبوع. وكما تقوم بكتابة تقارير متكررة عن البلقان وألبانيا أيضاً كل من الجريدة اليومية النمساوية “الموقف” وجريدة “تاز”.
وقد قالت لي صديقة مقربة عبر السكايب: لدينا بعض الجوانب الإيجابية حيث نملك الآن بعض الهواء النظيف دون دحان في العاصمة تيرانا، كما أن مشكلة القمامة ليست موجودة كالماضي.
tun050401
Foto: Der Skanderbeg-Platz, zentraler Platz von Albaniens Hauptstadt Tirana, Anfang Januar 2020. Heute ist der Platz leergefegt, wir man auf Internet-Videos sehen kann, tünews INTERNATIONAL; Michael Seifert
