هل افريقيا قارة فقيرة؟

هل افريقيا قارة فقيرة؟

من ادمولا اديتونجي

 

“افريقيا ليست فقيرة، ولكن ثرواتها تسرق.” دائما اقابل ناس وخلال الحديث معهم يقولون لي “ارجع الى بلدك الفقير” وغالبا ما ينهون الحديث بقول “افريقيا قارة فقيرة” و بطريقة مماثلة يتم إعادة هذه المقولة كل سنة عن طريق الاف الصور، قصص في الجرائد و نداءات اعمال خيرية، بحيث ان هذه القصة تبدو وكأنها حقيقية. عندما يقومون الناس في الغرب بقراءة و مشاهدة مثل هذه القصص في التلفزيون، سوف تتثبت عندهم التصورات و القصص السلبية عن افريقيا، وهي نتاج ما سمعوه طوال حياتهم. وبهذا يتكون السؤال: هل افريقيا حقيقة قارة فقيرة. افريقيا غنية، و لكن يتم سرقة ثرواتها من الذين يدعون انهم يساعدوا القارة الافريقية. لدى الدول الافريقية -مع بعض الاستثناءات- ديمقراطية سيئة، تطور اقتصادي ضعيف و نمو سيئ بالرغم من الثروات الباطنية الوفيرة.

اسم “افريقيا” يعتبره اغلب العلماء ككلمة كانت تستخدم من الفينيقيين و الرومان و اليونانيين. بعض الكلمات المهمة تحتوي ايضا على الكلمة المصرية “افرويقا” التي تعني “البلد الام” و الكلمة اليونانية “افريقا” التي تعني “دون زكام” و الكلمة الايطالية “افريكا” التي تعني مشمش. افريقيا هي قارة غنية، يوجد موارد زراعية، اقتصاد حراجي، صيد و مناجم، بالإضافة لان القارة غنية بالنفط و الموارد طبيعية و موقع استراتيجي. حسب الابحاث فإن القارة هي اسرع منطقة متنامية في العالم بالنسبة للاستثمار الاجنبي المباشر، فهي تملك حوالي 30% من الثروات الطبيعية المتبقية في الارض. يعيش في افريقيا اكثر من 40 أمة مختلفة مع حوالي 2000 لغة. افريقيا السوداء تملك 6 من 10 اسرع اقتصاد قومي متنام في العالم. في شمال افريقيا يوجد احتياطي هائل من النفط و الغاز الطبيعي. نيجيريا هي 13 اكبر بلد في استخراج النفط في العالم. في الصحراء الكبرى يوجد اهم يورانيوم حربي، موارد مثل الذهب، نحاس و على هذه القارة متوفر اراضي نادرة و غزيرة.

صحيح ان الموارد الطبيعية في افريقيا تشارك بشكل اساسي لتطوير القارة، ولكن بنيتها التحتية و نموها الاقتصادي يعاني من الاستغلال، الفساد، ادارة سيئة و عدم كفاءة التنظيم الحكومي. تدفق المال الغير نظامي و عدم مراقبة حركة الاموال من افريقيا الى بلاد اخرى في جداول الاعمال، هذا ما يقتل تطور افريقيا و اقتصادها. مثل هذه الصفقات الغير قانونية تنسف التطور الاجتماعي و تعرقل النمو الاقتصادي. بدلا من ان يتم استثمار هذه الايرادات لتحسين البنية التحتية، الصحة و التعليم، فأن النخبة السياسية يترابطون و يتعاونون مع المستثمرين حول العالم لكي يكسبوا من ايرادات المعادن و الثروة النفطية للقارة، بهذا لكي يزيدوا من ثرائهم-مما يضر الافارقة العاديين. مشكلة القارة الافريقية هي الحكومات الفاسدة و زعمائها و الضرر التي تمارسه الدول الاجنبية التي مارست استغلال القارة لمواردها و ثرائها و ما زالت تمارسه.

بالمقارنة مع الذي تم سرقته من افريقيا، فإن هذه الدول توفر شيء ضئيل جدا لمساعدتها. النتيجة: افريقيا ليست بلد فقير، و لكن ثرائها يسرق. لهذا: عندما ينبغي مساعدة أفريقيا كقارة، فإنه يجب ان يتم إعادة كامل الثروة التي تم سرقتها منها. ينبغي ان يعتبر كشكل إعادة تعويض و إعادة توزيع. بالإضافة لهذا يجب ان يتم توفير نظام ضريبي وهو بدوره يعيد توزيع الثروة من الاغنياء للفقراء ضمن مجتمع واحد، بإن يتم توفير فرص عمل، مدارس، شوارع، مشافي و الكثير من البنية التحتية التي يستطيع جميع الشعب الاستفادة منها. بنجاح هذا الشيء، فقط عدد ضئيل من الافريقيين سوف يفكروا بمغادرة وطنهم.

TÜNEWS INTERNATIONAL

Related posts

Leave a Comment

Contact Us

Magazine Html