سمير إبراهيم
يُعتبر العراق أحد البلدان التي تحتوي على أكبر عدد من أشجار النخيل في العالم، حيث يوجد نحو 22 مليون نخلة. ويقول المؤرخون إن زراعة النخيل بدأت في بلاد ما بين النهرين منذ حوالي 5000 سنة. حتى في السبعينيات من القرن الماضي، كان في العراق أكثر من 30 مليون نخلة، ولكن الحروب والإهمال قللت من عددها بالملايين
كانت النخلة مقدسة في الحضارات القديمة بسبب أهميتها الحيوية. يوجد في المتحف الوطني العراقي في بغداد ختم يعود للعصر الأكدي يرجع تاريخه إلى عام 2730 قبل الميلاد: عليه صورتان لرجلين وبينهما نخلة. كما تتضمن مسلة حمورابي الشهيرة سبعة قوانين تتعلق بالنخيل. ينص أحد هذه القوانين على فرض غرامات مالية كبيرة لقطع النخلة. وفي المادة 59 من مسلة حمورابي جاء: “إذا قطع سيد نخلة من أرض سيد آخر دون إذن صاحب البستان، فعليه أن يدفع نصف منّ من الفضة كغرامة.” وكانت المنّ وحدة قديمة للوزن، والنصف منها يعادل حوالي 212 غراماً
يسهم المناخ الحار في العراق بشكل كبير في نمو التمور، خصوصاً في الصيف عندما تتجاوز درجات الحرارة غالباً 50 درجة مئوية. وبسبب انتشار بساتين النخيل وقربه من شبه الجزيرة العربية التي لا تحتوي على أراضٍ زراعية وأشجار، كان يُطلق على العراق قديماً اسم “أرض السواد”. وقد بدا هذا المشهد غريباً بالنسبة للبدو من بعيد حتى أنهم رأوا اللون الأخضر كأنه أسود.
تعطي أشجار النخيل التمور، لكن تُصنع أيضاً السلال والقبعات التقليدية من ألياف النخلة. ومن سعف النخيل تُصنع حاويات لنقل الفاكهة والخضروات، وكذلك الأثاث الخفيف مثل الكراسي. ويُستخدم جذع النخلة المقطوعة لتغطية أسقف المنازل الريفية
تُذكر النخلة أيضاً في الأمثال الشعبية العراقية. يقول مثل عراقي معروف: ” الطول طول النخلة والعقل عقل الصخلة (الماعز)”. ويصف هذا المثل شخصاً طويلاً كالنخلة لكنه يفتقر إلى العقل أو يتصرف بطرقة غريبة
tun24060509
Palmen im Irak. Foto: tuenews INTERNATIONAL / Widad Ali.
002715