الكوارث الطبيعية تؤدي أحياناً الى اكتشافات أثرية جديدة

يوسف كنجو
تتعرض المعالم الأثرية دائماً للتهديد بسبب الكوارث الطبيعية، مثل الفيضانات والحرائق والزلازل – وغالبًا ما يكون ذلك نتيجة لتغير المناخ. من ناحية أخرى، حافظت الكوارث الطبيعية بشكل خاص على المواقع الاثرية، مما جعلها دليلاً مثاليًا على الماضي بالنسبة لعلماء الآثار؛ على سبيل المثال، حافظت الانفجارات البركانية في سانتوريني وفيزوف على مدينتي ثيرا وبومبي القديمة للأجيال القادمة. لكن الامر الأقل شهرة هو أن الكوارث الطبيعية أدت أيضًا إلى اكتشاف مواقع أثرية مثيرة للاهتمام بشكل خاص. في الوقت الحالي، ساعدت الكوارث في تركيا وليبيا، على سبيل المثال، في الكشف عن بقايا أثرية مدفونة لم تكن معروفة من قبل
حدث في بداية العام الحالي زلزال مدمر في المنطقة الممتدة بين الحدود السورية والتركية، وهي المنطقة المعروفة عالميًا بأنها واحدة من أغنى المناطق بالمواقع الأثرية. وقد تسبب الزلزال بأضرار هائلة في المدن والمواقع الأثرية القديمة. ومع ذلك، أدى إلى اكتشاف مهم في مدينة آلالاخ القديمة في جنوب تركيا بالقرب من الحدود السورية (والتي كانت عاصمة مملكة موكيش، في القرن 18 و 17 قبل الميلاد، وتتبع مملكة يمحاض، حلب حالياً). أدى الزلزال في هذه المدينة الى تدمير بعض الجدران القديمة وانهيارات في بعض الأماكن. أثناء العمل على توثيق الاضرار تم العثور بين الأنقاض على رقيم مسماري مكتوب باللغة الأكادية يحتوي على معلومات تاريخية تفصيلية مهمة تعود إلى ما قبل عام 3800 قبل الميلاد. يتضمن هذا الرقم عقد شراء المدينة بأكملها ومعلومات حول اسم المشتري والبائع والشهود. وقد كان المشتري هو ياريم ليم، ملك آلالاخ، وتم ذكر أيضًا أسماء الأشخاص المهمين في المدينة الذين شهدوا هذا الصفقة. وهذا دليل على أن هؤلاء الملوك كانوا يمتلكون القوة الاقتصادية التي تمكنهم من شراء مدينة أخرى في ذلك العصر
أما الفيضانات التي وقعت في مدينة درنة، والتي كانت مدينة مهمة في العصر الروماني في ليبيا، فقد أدت إلى ظهور العديد من البقايا الأثرية التي لم تكن معروفة من قبل. على سبيل المثال، ظهر الجانب الشرقي للسور الروماني التاريخي الذي كان يحيط بمدينة درنة القديمة، والذي كان له شكل مربع. وبسبب بناء مدينة من العصر الإسلامي فوقه، لم يكن من الممكن رؤيته حتى جاءت الفيضانات وكشفت عن جزء كبير منه. وفي العديد من المواقع الأثرية القريبة من درنة، ظهرت العديد من المدافن ومعصرة زيتون تعود إلى العصر الهلنستي
ما سبق يدل على انه، على الرغم من مرور الوقت والعديد من الكوارث الطبيعية والحروب والحداثة، ما زالت العديد من الآثار القديمة مخفية، في انتظار الكشف عنها سواء من خلال التنقيبات الأثرية أو نتيجة للكوارث الطبيعية مثل الزلازل والفيضانات. بعض هذه الاكتشافات يمكن أن تغير ما نعرفه عن الحضارات القديمة.
بقايا سور مدينة درنه الليبية والذي يعود الى الفترة الرومانية والذي ظهر نتيجة الفيضانات
الصورة: منظمة اساطير الاولين الدولية

tun23101702

www.tuenews.de

Überreste der Mauer der libyschen Stadt Derna, die aus der Römerzeit stammt und durch die Überschwemmungen 2023 sichtbar wurde. Foto: tünews INTERNATIONAL / Mnzmt Asatyr Alawlyn.
002210

TÜNEWS INTERNATIONAL

Related posts

Contact Us

Magazine Html